Web 3.0
0
يخلط الكثير من الناس بين مصطلحي الويب والإنترنت ويعتقد البعض أنهما الشيء نفسه، لكن يمثّل مصطلح الويب Web اختصارًا للشبكة العنكبوتية العالمية World Wide Web، وهو مجموعة من الصفحات والتطبيقات التي نقوم بزيارتها يومياً عبر متصفحات الهواتف الذكية والحواسيب، فيما يمثّل الإنترنت أداة الوصول إلى الإنترنت.
مر الويب منذ اختراعه بواسطة Tim Berners-Lee في عام 1989 بالعديد من المراحل حتى وصلنا اليوم إلى الإصدار الثالث من شبكة الويب Web 3.0، يشكّل الإصدار الجديد من شبكة الويب قفزة نوعية في عالم الإنترنت، حيث يعتقد الكثير من علماء الحاسوب أنّ الإصدار الجديد من الويب يعني شبكة إنترنت أكثر ذكاءً، ولكن ما هو الإصدار الثالث من الويب Web 3.0؟ وما الفرق بينه وبين الإصدارات السابقة؟ هذا ما سنحاول معرفته معًا.

مراحل تطور الويب وصولًا إلى Web 3.0

Web 3.0- مراحل تطور الويب
قبل التعرف على Web 3.0 لا بد من العودة قليلًا بالزمن والتعرف على الإصدارات السابقة، وذلك لفهم الفروقات فيما بينها بشكل واضح.

ويب Web 1.0

ويب Web 1.0
قد لا تصدّق اليوم وجود نسخة من الإنترنت تواجدت قبل مواقع التواصل الاجتماعي وحتى قبل محرك البحث جوجل، حيث كان لمحرك البحث AltaVista ومتصفح الويب Netscape السيطرة المُطلقة على ذلك الإنترنت، الذي كان يستخدم حينها لإعلانات الشركات فقط، وأطلق على مواقع الويب في تلك الفترة ويب القراءة فقط Read-only web، أي يمكن للمستخدم البحث عن المعلومات وقراءتها ولا يمكنه المشاركة في صناعة المحتوى بأي شكل كان.
بطبيعة الحال ما تزال معظم مواقع التجارة الإلكترونية تستخدم Web 1.0 كون مفهومها قائم على عرض المنتجات للزبائن والحصول على المال من المهتمّين بالشراء، ولا يتطلّب ذلك التفاعل مع المستخدم ممّا يجعل تلك المواقع خفيفة وسريعة وسلسلة جدًا.

ويب Web 2.0

المرحلة التالية من تطور الويب كانت Web 2.0 أو ويب القراءة والكتابة Read-Write web، حيث لم تعد صلاحيات المستخدمين مقتصرة على قراءة المحتوى فقط، إنما بات بإمكانهم صنع المحتوى الخاص بهم ورفعه على مواقع الويب، فكان Web 2.0 نقلة نوعية بسبب ذلك.
كان الهدف الحقيقي من Web 2.0 هو تطوير الإنترنت بشكل عام فقد أصبح منصّة ديمقراطية يمكن للجميع الوصول إليه واستخدامه بشكل مجاني، وفعلًا حقق Web 2.0 الهدف المرجو منه، حيث تشير الإحصائيات إلى أن 90% من المستخدمين يتجهون إلى قراءة المراجعات على الشبكة قبل شراء المنتج و88% منهم يثقون بها كما لو أنها توصيات شخصية.

ما هو Web 3.0؟

 Web 3.0
من الصعب إيجاد تعريف واضح وشرح صريح لمفهوم Web 3.0 لكن يمكن توضيحه من خلال الأمثلة، فعلى سبيل المثال في كل مرة تقوم فيها بشراء شيء ما من متجر أمازون، تقوم خوارزمية الموقع بالبحث عن أشياء أخرى قام الناس بشرائها بعد شرائهم المنتج الذي قمت بشرائه، ثمّ عرضها لك كاقتراحات، بمعنى آخر يمكن القول أنّ الموقع يتعلم من المستخدمين الآخرين ما قد تكون خياراتك المفضلة ثم اقتراحها لك، أي يزداد ذكاءً! وهذا ما يشكل باختصار الفلسفة خلف Web 3.0.
بينما كان Web 1.0 مقادًا بشكلٍ أساسي بواسطة المحتوى الموجّه من الأعمال والمؤسسات إلى الزبائن، قدم Web 2.0 دفعة صغيرة للأمام عن طريق السماح للمستخدمين برفع المحتوى الخاص بهم ومشاركته مع الآخرين، ليأتي Web 3.0 ويسمح لمواقع الويب وتطبيقات الإنترنت بالوصول إلى البيانات الموجودة أساسًا على الويب، ومعالجتها وتوظيفها لإعطاء معلومات أو بيانات جديدة للمستخدمين.

ما هي خصائص Web 3.0؟

ويب دلالي Semantic Web

Web 3.0- ويب دلالي Semantic Web
تعتبر خاصية الويب الدلالي واحدة من العناصر الأساسية في Web 3.0 ويمكننا تفسيرها من خلال المثال التالي، هناك فرق كبير بين الجملتين (I love Bitcoin) و(I ❤️ Bitcoin) من حيث القواعد والشكل، لكن من حيث الدلالة فهما متطابقتين تمامًا ولهما نفس المعنى، وبالتالي الدلالية تعني القدرة على التعامل مع المعاني والمشاعر المضمنة في البيانات، وكون Web 3.0 دلاليًا يعني أنّه قادر على فهم معنى البيانات لتوظيفها بالشكل الأمثل.
الفكرة الأساسية هنا تقوم على إنشاء شبكة عنكبوتية من المعرفة عبر الإنترنت، والتي ستساعد على فهم معنى الكلمات لتوليد ومشاركة وربط المحتوى من خلال البحث والتحليل، وبفضل الدلالية يقدم Web 3.0 ربطًا ممتازًا بين البيانات، وبالنتيجة تجربة أفضل للمستخدم.

الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence

الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence
سيسمح الذكاء الاصطناعي لمواقع الويب بتقديم أفضل بيانات ممكنة للمستخدم، حيث ستمتلك الحواسيب ميزات مماثلة للذكاء البشري كعمليات صنع القرار والتعلم، وهناك العديد من الشركات كفيسبوك وجوجل بدأت بالفعل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتنظيم البيانات الكبيرة Big Data وتحسين الخدمات الإعلانية، كما أن دلالية الويب التي تحدثنا عنها سابقًا يمكن اعتبارها كإضافة مساعدة للذكاء الاصطناعي في Web 3.0.

رسوميات ثلاثية الأبعاد 3D Graphics

 رسوميات ثلاثية الأبعاد 3D Graphics
يساهم Web 3.0 في تغيير مستقبل الشبكة بالانتقال من الرسوميات ثنائية الأبعاد إلى الرسوميات ثلاثية الأبعاد الأكثر واقعيةً، حيث تستخدم هذه الرسوميات في المواقع والخدمات في Web 3.0 كالألعاب عبر الشبكة Online Games، والتجارة الإلكترونية وقطاع العقارات وغيرها.

سعة الانتشار Ubiquitous

Web 3.0- سعة الانتشار Ubiquitous
التطور الهائل الذي شهدته الهواتف والأجهزة الإلكترونية الذكيّة وسهولة الوصول للإنترنت، تجعل من Web 3.0 متوفرًا في أي مكان وأي وقت حيث لن يقتصر الوصول إليه على الحاسوب كما في Web 1.0، أو على الهواتف الذكية كما في Web 2.0، إذ يمكن أن نطلق عليه تسمية ويب كل مكان وكل شيء مما سيعزز تطبيقات إنترنت الأشياء IoT في المستقبل القريب.